شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٧
زيد بن أبي زهير، وأوس بن أرقم بن زيد، وعباس رافع صوته يقول يا معشر المسلمين، الله ونبيكم هذا الذي أصابكم بمعصية نبيكم، وعدكم (1) النصر فما صبرتم ثم نزع مغفره عن رأسه، وخلع درعه وقال لخارجة: بن زيد: هل لك في درعي ومغفري قال خارجة:
لا، أنا أريد الذي تريد، فخالطوا القوم جميعا، وعباس يقول ما عذرنا عند ربنا إن أصيب نبينا ومنا عين تطرف قال: فيقول (2) خارجة: لا عذر لنا والله عند ربنا ولا حجة، فأما عباس فقتله سفيان بن عبد شمس السلمي، ولقد ضربه عباس ضربتين، فجرحه جرحين عظيمين، فارتث يومئذ جريحا، فمكث جريحا سنة، ثم استبل. وأخذت خارجة بن زيد الرماح، فجرح بضعة عشر جرحا، فمر به صفوان بن أمية، فعرفه فقال هذا من أكابر أصحاب محمد، وبه رمق، فأجهز عليه. وقتل أوس بن أرقم، وقال صفوان: من رأى خبيب بن يساف وهو يطلبه فلا يقدر عليه. ومثل يومئذ بخارجة، وقال هذا ممن أغرى بأبي يوم بدر - يعنى أمية بن خلف - وقال الان شفيت نفسي حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد، قتلت ابن قوقل، وقتلت ابن أبي زهير، وقتلت أوس بن أرقم.
قال الواقدي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: من يأخذ هذا السيف بحقه قالوا: وما حقه يا رسول الله قال: يضرب به العدو، فقال عمر: أنا يا رسول الله، فاعرض عنه، ثم عرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الشرط، فقام الزبير، فقال:
أنا، فأعرض عنه، حتى وجد (3) عمر والزبير في أنفسهما، ثم عرضه الثالثة، فقام أبو دجانة، وقال: أنا يا رسول الله آخذه بحقه، فدفعه إليه. فصدق حين لقى به العدو، وأعطى السيف حقه، فقال أحد الرجلين - أما عمر بن الخطاب أو الزبير:: والله لأجعلن هذا الرجل الذي أعطاه السيف ومنعنيه من شأني، قال: فاتبعته، فوالله ما رأيت أحدا قاتل أفضل

(1) ا: (فيوعدكم).
(2) الواقدي: (يقول).
(3) أي غضبا.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213