وأنا أريد عدو الله مسيلمة، فيعرض لي رجل، فضرب يدي فقطعها، فوالله ما كانت ناهية، ولا عرجت عليها، حتى وقفت على الخبيث مقتولا، وابني عبد الله بن يزيد المازني يمسح سيفه بثيابه، فقلت: أقتلته قال: نعم، فسجدت شكرا لله عز وجل وانصرفت.
قال الواقدي: وكان ضمرة بن سعيد يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا تسقى الماء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا.
قلت ليت الراوي لم يكن هذه الكناية، وكان يذكرها باسمهما حتى لا تترامى الظنون إلى أمور مشتبهة ومن أمانة المحدث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا، فما باله كتم اسم هذين الرجلين.
قال: فلما حضرت نسيبة (1) الوفاة، كنت فيمن غسلها فعددت جراحها جرحا جرحا فوجدتها ثلاثة عشر، وكانت تقول إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها - وكان أعظم جراحها، لقد داوته سنة - ثم نادى منادى النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء أحد: إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح، حتى أصبحنا، فلما رجع رسول الله من حمراء الأسد، لم يصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها، فرجع إليه فأخبره بسلامتها، فسر بذلك.
قال الواقدي: وحدثني عبد الجبار بن عمارة بن غزية، قال: قالت أم عمارة: