شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٦٥
قال: وقالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر، يا جابر، ألا أبشرك فقال: بلى، بأبي وأمي قال: فان الله أحيا أباك، ثم كلمه كلاما، فقال له تمن على ربك ما شئت فقال أتمنى أن أرجع فأقتل مع نبيك، ثم أحيا فاقتل مع نبيك، فقال إني قد قضيت أنهم لا يرجعون.
قال الواقدي: وكانت نسيبة بنت كعب أم عمارة بن غزية بن عمرو قد شهدت أحدا، وزوجها (1) غزية وابناها عمارة بن غزية وعبد الله بن زيد، وخرجت ومعها شن (2) لها في أول النهار تريد تسقى الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا، فجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعد بنت سعد بن الربيع تحدث، فتقول: دخلت عليها، فقالت لها يا خالة، حدثيني خبرك، فقالت خرجت أول النهار إلى أحد، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصحابة والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أباشر القتال، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، وأرمى بالقوس، حتى خلصت إلى الجراح، فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت يا أما عمارة، من أصابك بهذا قالت أقبل ابن قميئة، وقد ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، فكنت فيهم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان.
فقالت لها يدك ما أصابها قالت أصيبت يوم اليمامة، لما جعلت الاعراب تنهزم بالناس، نادت الأنصار: أخلصونا. فأخلصت الأنصار، فكنت معهم، حتى انتهينا إلى حديقة الموت، فاقتتلنا عليها ساعة، حتى قتل أبو دجانة على باب الحديقة، ودخلتها

(1) كذا في ا والواقدي، وفي ب: (وتزوجها).
(2) الشن: القربة الخلق الصغيرة، يكون فيها الماء أبرد من غيرها.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213