شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٣
عشرا، ومن أحسن، من مسلم أو كافر وقع أجره على الله في عاجل دنياه أو في آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة، إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه، والله غنى حميد. ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، ولا اعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وأنه قد نفث الروح الأمين في روعي إنه لن تموت نفس حتى تستوفى أقصى رزقها، لا ينقص منه شئ وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله ربكم، وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنكم استبطاؤه على أن تطلبوه بمعصية ربكم، فإنه لا يقدر على ما عنده إلا بطاعته، قد بين لكم الحلال والحرام، غير أن بينهما شبها من الامر لم يعلمها كثير من الناس إلا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه ودينه، ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه ويفعله، وليس ملك إلا وله حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد، إذا اشتكى تداعى إليه سائر جسده.
والسلام عليكم.
قال الواقدي: فحدثني ابن أبي سبرة، عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله، قال: أول من أنشب الحرب بينهم أبو عامر، طلع في خمسين من قومه، معه عبيد قريش فنادى أبو عامر - واسمه عبد عمرو - يا للأوس أنا أبو عامر، قالوا، لا مرحبا بك ولا أهلا، يا فاسق فقال: لقد أصاب قومي بعدي شر. قال: ومعه عبيد أهل مكة، فتراموا بالحجارة هم والمسلمون، حتى تراضخوا بها ساعة إلى أن ولى أبو عامر وأصحابه، ويقال إن العبيد لم يقاتلوا، وإنهم أمروهم بحفظ عسكرهم.
قال الواقدي: وجعل نساء المشركين قبل أن يلتقي الجمعان أمام صفوف المشركين يضربن بالأكبار (1) والدفاف والغرابيل (2)، ثم يرجعن فيكن إلى مؤخر الصف، حتى

(1) الأكبار: جمع كبر، بفتحتين، وهو الطبل، معرب.
(2) الغرابيل: جمع غربال، وهو هنا الدف.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213