شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٨٩
رجعت، فتجد رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت عائشة، فقالت يا رسول الله، إن بنى عمى طلبوا أن يدخل بهم على فأضيفهم، وأدهن رؤوسهم وألم من شعثهم، ولم أحب أن أفعل شيئا من ذلك حتى أستأمرك، فقال صلى الله عليه وآله: (لست أكره شيئا من ذلك، فافعلي من هذا ما بدا لك) قال الواقدي: وحدثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، قال: قال أبو العاص بن الربيع: كنت مستأسرا مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيرا) كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز، وأكلوا التمر، والخبز عندهم قليل والتمر زادهم، حتى أن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلى، وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك ويزيد قال: وكانوا يحملوننا ويمشون.
وقال محمد بن إسحاق في كتابه: كان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله صلى الله عليه وآله زوج ابنته زينب، وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكان ابنا لهالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، وكان الربيع بن عبد العزى بعل هذه فكانت خديجة خالته، فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وآله أن يزوجه زينب، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يخالف خديجة، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه إياها، فكان أبو العاص من خديجة بمنزلة ولدها، فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة وبناته كلهن وصدقته وشهدن أن ما جاء به حق ودن بدينه، وثبت أبو العاص على شركه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد زوج عتبة بن أبي إحدى ابنتيه رقيه أو أم كلثوم، وذلك من قبل أن ينزل عليه، فلما أنزل عليه الوحي ونادى قومه بأمر الله باعدوه، فقال بعضهم لبعض إنكم قد فرغتم محمد من همه، أخذتم عنه بناته وأخرجتموهن من عياله، فردوا عليه بناته، فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبى العاص بن الربيع، فقالوا فارق صاحبتك بنت محمد، ونحن نزوجك أي
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213