شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٨٦
في بدأتنا، فقال صلى الله عليه وآله اما قلت للأعرابي وقعت على ناقتك فهي حبلى منك، ففحشت وقلت ما لا علم لك به، وأما ما قلت في القوم، فإنك عمدت إلى نعمة من نعم الله تزهدها، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله معذرته، وكان من علية أصحابه.
قال الواقدي: فروى الزهري، قال: لقى أبو هند البياضي مولى فروة بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه حميت مملوء حيسا (1) أهداه له، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنما أبو هند رجل من الأنصار فأنكحوه، وأنكحوا إليه).
قال الواقدي: ولقيه أسيد بن حضير، فقال يا رسول الله، الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك، والله يا رسول الله، ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن بك إنك تلقى عدوا، ولكني ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه عدو لما تخلفت، فقال رسول الله صدقت.
قال: ولقيه عبد الله بن قيس بتربان (2)، فقال يا رسول الله الحمد لله على سلامتك وظفرك، كنت يا رسول الله ليالي خرجت مورودا - أي محموما - فلم تفارقني حتى كان بالأمس، فأقبلت إليك، فقال آجرك الله.
قال الواقدي: وكان سهيل بن عمرو لما كان بتنوكة بين السقيا وملل، كان مع مالك بن الدخشم الذي أسره، فقال له خل سبيلي للغائط، فقام معه، فقال سهيل إني احتشم فاستأخر عنى، فاستأخر عنه فمضى سهيل على وجهه، انتزع يده من القران، ومضى، فلما أبطأ سهيل على مالك بن الدخشم، أقبل فصاح في الناس، فخرجوا في طلبه، وخرج النبي صلى الله عليه وآله في طلبه بنفسه، وقال: من وجده فليقتله، فوجده رسول الله

(1) الحميت: الزق يجعل فيه السمن والعسل والزيت. والحيس: تمر يخلط بسمن وأقط فيعجن ويدلك شديدا حتى يمتزج، ثم يندر نواه، وقد يجعل فيه سويق.
(2) تربان، بالضم، ذكره ياقوت، وقال: (واد فيه مياه كثيرة، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم في غزوة بدر.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213