شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٩٣
قلت وهذا الخبر أيضا قرأته على النقيب أبى جعفر رحمه الله، فقال إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال إنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها. فقلت أروى عنك ما يقوله قوم إن فاطمة روعت فألقت المحسن (1) فقال لا تروه عنى ولا ترو عنى بطلانه، فإني متوقف في هذا الموضع لتعارض الاخبار عندي فيه.
قال الواقدي: فبرك حموها كنانة بن الربيع، ونثل (2) كنانته بين يديه، ثم أخذ منها سهما فوضعه في كبد قوسه، وقال: أحلف بالله لا يدنو اليوم منها رجل إلا وضعت فيه سهما، فتكر (3) الناس عنه.
قال: وجاء أبو سفيان بن حرب في جلة من قريش، فقال: أيها الرجل، أكفف عنا نبلك حتى نكلمك، فكف فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه، فقال: إنك لم تحسن ولم تصب، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية جهارا، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا، وما دخل علينا من محمد أبيها، فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته إليه جهارا أن ذلك عن ذل أصابنا، وإن ذلك منا وهن، ولعمري ما لنا في حبسها عن أبيها من حاجة، وما فيها من ثأر، ولكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات، وتحدث الناس بردها سلها سلا خفيا، فألحقها بأبيها فردها كنانة بن الربيع إلى مكة، فأقامت بها ليالي حتى إذا هدا الصوت عنها حملها على بعيرها، وخرج بها ليلا حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه، فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وآله (4).
قال محمد بن إسحاق: فروى سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدوسي، عن

(1) ا: (محسنا).
(2) نثل كنانته: أخرج ما فيها.
(3) تكر عنه، أي ترجع، وفي ابن هشام: (فتكرر الناس عنه).
(4) انظر سيرة ابن هشام 2: 299.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213