شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٩١
أن يطيب قلب فاطمة بفدك، ويستوهب لها من المسلمين، أتقصر منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه وآله عن منزلة زينب أختها وهي سيدة نساء العالمين هذا إذا لم يثبت لها حق، لا بالنحلة ولا بالإرث، فقلت له: فدك بموجب الخبر الذي رواه أبو بكر قد صار حقا من حقوق المسلمين فلم يجز له أن يأخذه منهم، فقال: وفداء أبى العاص بن الربيع قد صار حقا من حقوق المسلمين، وقد أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله منهم فقلت: رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب الشريعة، والحكم حكمه، وليس أبو بكر كذلك، فقال: ما قلت هلا أخذه أبو بكر من المسلمين قهرا فدفعه إلى فاطمة، وإنما قلت هلا استنزل المسلمين عنه واستوهبه منهم لها كما استوهب رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين فداء أبى العاص أ تراه لو قال: هذه بنت نبيكم قد حضرت تطلب هذه النخلات، أفتطيبون عنها نفسا أ كانوا منعوها ذلك فقلت له قد قال قاضى القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد نحو هذا، قال: إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم، وإن كان ما أتياه حسنا في الدين.
قال محمد بن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لما أطلق سبيل أبى العاص أخذ عليه فيما نرى أو شرط عليه في إطلاقه، أو إن أبا العاص وعد رسول الله صلى الله عليه وآله ابتداء بأن يحمل زينب إليه إلى المدينة، ولم يظهر ذلك من أبى العاص، ولا من رسول الله صلى الله عليه وآله إلا إنه لما خلى سبيله، وخرج إلى مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بعده زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار، فقال لهما كونا بمكان كذا (1) حتى تمر بكما زينب فتصحبانها حتى تأتياني بها، فخرجا نحو مكة، وذلك بعد بدر بشهر

(1) سيرة ابن هشام: (كمونا ببطن يأجج)، ويأجج: اسم لمكانين: أحدهما على ثلاثة أميال من مكة، وثانيهما أبعد منه، وفيه بني مسجد الشجرة، وبينه وبين مسجد التنعيم ميلان.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213