شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٩٢
أو [شيعه] (1)، فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها، فأخذت تتجهز (2) قال محمد بن إسحاق: فحدثت عن زينب إنها قالت بينا أنا أتجهز للحوق بأبي، لقيتني هند بنت عتبة، فقالت ألم يبلغني يا بنت محمد إنك تريدين اللحوق بأبيك فقلت ما أردت ذلك، فقالت أي بنت عم لا تفعلي إن كانت لك حاجة في متاع أو فيما يرفق بك في سفرك أو مال تبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك، فلا تضطني (3) منى، فإنه لا يدخل بين النساء ما يدخل بين الرجال، قالت وأيم الله، إني لأظنها حينئذ صادقة، ما أظنها قالت حينئذ ألا لتفعل، ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك قالت وتجهزت حتى فرغت من جهازي، فحملني أخو بعلي وهو كنانة بن الربيع.
قال محمد بن إسحاق: قدم لها كنانة بن الربيع بعيرا فركبته، وأخذ قوسه وكنانته، وخرج بها نهارا يقود بعيرها، وهي في هودج لها، وتحدث بذلك الرجال من قريش والنساء، وتلاومت في ذلك، وأشفقت أن تخرج ابنه محمد من بينهم على تلك الحال، فخرجوا في طلبها سراعا حتى أدركوها بذي طوى، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ونافع بن عبد القيس الفهري، فروعها هبار بالرمح وهي في الهودج، وكانت حاملا، فلما رجعت طرحت ما في بطنها، وقد كانت من خوفها رأت دما وهي في الهودج، فلذلك أباح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة دم هبار ابن الأسود (4).

(١) من سيرة ابن هشام. وشيعه أي قريب منه.
(٢) سيرة ابن هشام ٢: ٢٩٧، ٢٩٨.
(٣) تضطني، أي تستحي، ومنه قول الطرماح:
إذا ذكرت مسعاة والده اضطنى ولا يضطني من شتم أهل الفضائل (4) سيرة ابن هشام 2: 298، 299.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213