شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٥١
قال الواقدي: وبلغ النجاشي مقتل قريش وما ظفر الله به (1) رسوله، فخرج في ثوبين أبيضين، ثم جلس على الأرض، ودعا جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فقال أيكم يعرف (2) بدرا فأخبروه فقال أنا عارف بها، قد رعيت الغنم [في] (3) جوانبها، هي من الساحل على بعض نهار، ولكني أردت أن أتثبت منكم، قد نصر الله رسوله ببدر، فاحمدوا الله على ذلك فقال بطارقته: أصلح الله الملك إن هذا شئ لم تكن تصنعه، يريدون لبس البياض والجلوس على الأرض، فقال: إن عيسى بن مريم كان إذا حدثت له نعمة ازداد بها تواضعا (4).
قال الواقدي: فلما رجعت قريش إلى مكة، قام فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال يا معشر قريش، لا تبكوا على قتلاكم، ولا تنح عليهم نائحة، ولا يندبهم شاعر، وأظهروا الجلد والعزاء، فإنكم إذا نحتم عليهم وبكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غيظكم فأكلكم [ذلك] (5) عن عداوة محمد وأصحابه، مع أن محمدا إن بلغه وأصحابه ذلك شمتوا بكم، فتكون أعظم المصيبتين، ولعلكم تدركون ثأركم، فالدهن والنساء على حرام حتى أغزو محمدا. فمكثت قريش شهرا لا يبكيهم شاعر، ولا تنوح عليهم نائحة.
قال الواقدي: وكان الأسود بن المطلب قد ذهب بصره، وقد كمد على من قتل من ولده، وكان يحب أن يبكى عليهم فتأبى عليه قريش ذلك، فكان يقول لغلامه بين اليومين ويلك احمل معي خمرا، واسلك بي الفج الذي سلكه أبو حكيمة - يعنى زمعة ولده المقتول ببدر - فيأتي به غلامه على الطريق عند ذلك الفج فيجلس، فيسقيه الخمر

(1) الواقدي: (نبيه).
(2) الواقدي: (أين بدر).
(3) من ا والواقدي.
(4) الواقدي: 115 (تلبس ثوبين وتجلس على الأرض، فقال إني من قوم إذا أحدث الله لهم نعمة ازدادوا بها تواضعا. ويقال: أنه قال: إن عيسى بن مريم عليه السلام كان إذا حدثت له نعمة ازداد بها تواضعا) والخبر في الواقدي 114.
(5) من الواقدي 115.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213