شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٥٦
أخبرني أنه ارتكس، لا أكلمه من رأسي أبدا، ولا أنفعه ولا عياله بنافعة أبدا، فوقع عليه عمير وهو في الحجر فقال يا أبا وهب فاعرض صفوان عنه، فقال عمير أنت سيد من ساداتنا، أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر، والذبح له أهذا دين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فلم يجبه صفوان بكلمة، وأسلم مع عمير بشر كثير (١).
قال الواقدي: وكان فتية من قريش خمسة قد أسلموا، فاحتبسهم آباؤهم، فخرجوا مع أهلهم وقومهم إلى بدر، وهم على الشك والارتياب، لم يخلصوا إسلامهم، وهم قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، والحارث بن زمعة بن الأسود، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه بن الحجاج، فلما قدموا بدرا ورأوا قلة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، قالوا غر هؤلاء دينهم، ففيهم أنزل ﴿إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم﴾ (٢)، ثم أنزل فيهم ﴿إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها...﴾ (٣) إلى تمام ثلاث آيات (٤).
قال: فكتب بها المهاجرون بالمدينة إلى من أقام بمكة مسلما، فقال جندب بن ضمرة الخزاعي لا عذر لي ولا حجة في مقامي بمكة - وكان مريضا - فقال لأهله أخرجوني، لعلى أجد روحا قالوا أي وجه أحب إليك قال: نعم التنعيم فخرجوا به إلى التنعيم، وبين التنعيم ومكة أربعة أميال من طريق المدينة - فقال: اللهم إني خرجت إليك مهاجرا، فأنزل الله تعالى: ﴿ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله...﴾ (5) الآية، فلما رأى ذلك من كان بمكة ممن يطيق الخروج، خرجوا فطلبهم أبو سفيان في رجال من المشركين،

(١) مغازي الواقدي ١١٧ - ١٢٣.
(٢) سورة الأنفال ٤٩.
(٣) سورة النساء ٩٧ وما بعدها.
(٤) مغازي الواقدي ٦٧.
(٥) سورة النساء ١٠٠.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213