شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١١٩
أرى أن تعلوا الوادي، فإني أرى ريحا قد هاجت من أعلاها، وأراها بعثت بنصرك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (قد صففت صفوفي ووضعت رايتي، فلا أغير ذلك). ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله، فأمده الله بالملائكة (1).
قال الواقدي: وروى عروة بن الزبير، قال: عدل رسول الله صلى الله عليه وآله الصفوف يومئذ، فتقدم سواد بن غزية أمام الصف، فدفع النبي صلى الله عليه وآله بقدح في بطنه، وقال: استو يا سواد، فقال: أوجعتني والذي بعثك بالحق، أقدني فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه، وقال: استقد، فاعتنقه وقبله، فقال: ما حملك على ما صنعت قال: حضر يا رسول الله من أمر الله ما قد ترى، وخشيت القتل، فأردت أن يكون آخر عهدي بك، وأن أعتنقك (2).
قال الواقدي: فحدثني موسى بن يعقوب، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن رجل من بنى أود قال: سمعت عليا عليه السلام يخطب على منبر الكوفة، ويقول: بينا أنا أميح (3) في قليب بدر جاءت ريح لم أر مثلها قط شدة، ثم ذهبت فجاءت أخرى لم أر مثلها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح أخرى لم أر مثلها إلا الأوليين، فكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول الله صلى الله عليه وآله، والثانية ميكائيل في ألف عن ميمنته، والثالثة أسرا فيل في ألف عن ميسرته، فلما هزم الله أعداءه، حملني رسول الله صلى الله عليه وآله على فرس، فجرت بي، فلما جرت بي خررت على عنقها، فدعوت ربى، فأمسكني حتى استويت، وما لي وللخيل، وإنما كنت صاحب الحشم، فلما استويت طعنت فيهم بيدي هذه حتى اختضبت منى (4) ذي - يعنى إبطه (5) -

(1) في الواقدي 51: (فنزل عليه جبريل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين)، بعضهم على أثر بعض.
(2) الواقدي 52.
(3) في الأصول: (أمتح). وفي الواقدي: (أميح يعني أستسقي، وهو من ينزع الدلاء، وهو المتح أيضا).
(4) الواقدي: (ذه).
(5) الواقدي 52، 53.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213