شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ٢٤٥
بنو ثعل جيرانها وحماتها * وتمنع من رجال سعد ونائل تلاعب أولاد الوعول رباعها * دوين السماء في رؤوس المجادل مكللة حمراء ذات أسرة * لها حبك كأنها من وصائل دثار: اسم راع كان لامرئ القيس. وتنوفي والقواعل جبال. والحزقة: القصير الضخم البطن، واللبون: الإبل ذوات الألبان. والقرية: موضع معروف بين الجبلين. وحائل اسم موضع أيضا وسعد ونائل حيان من طيئ. والرباع: جمع ربع، وهو ما نتج في الربيع والمجادل: القصور. ومكللة، يرجع إلى المجادل مكللة بالصخر. والأسرة: الطريق وكذلك الحبك. والوصائل: جمع وصيلة، وهو ثوب أمغر (١) الغزل، فيه خطوط. والنهب: الغنيمة والجمع النهاب، والانتهاب مصدر انتهبت المال، إذا أبحته يأخذه من شاء، والنهبى: اسم ما أنهب. وحجراته: نواحيه، الواحدة حجرة، مثل جمرات وجمرة، وصيح في حجراته صياح الغارة. والرواحل: جمع راحلة، وهي الناقة التي تصلح أن ترحل، أي يشد الرحل على ظهرها، ويقال للبعير: راحلة. وانتصب " حديثا " بإضمار فعل، أي هات حديثا أو حدثني حديثا. ويروى: " ولكن حديث " أي ولكن مرادي أو غرضي حديث فحذف المبتدأ، وما هاهنا، يحتمل أن تكون إبهامية، وهي التي إذا اقترنت باسم نكرة زادته إبهاما وشياعا، كقولك: أعطني كتابا ما، تريد أي كتاب كان، ويحتمل أن تكون صلة مؤكدة كالتي في قوله تعالى: ﴿فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله﴾ (٢) فأما " حديث " الثاني فقد ينصب وقد يرفع، فمن نصب أبدله من " حديث " الأول ومن رفع جاز أن يجعل " ما " موصولة بمعنى " الذي " وصلتها الجملة، أي الذي هو حديث الرواحل، ثم حذف صدر الجملة كما حذف في ﴿تماما على الذي أحسن﴾ (3) ويجوز أن تجعل " ما " استفهامية بمعنى " أي ".

(١) المغره: لون يضرب إلى الحمرة.
(٢) سورة النساء ١٥٥.
(٣) سورة الأنعام ١٥٤.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست