فإن قلت: هذا الكلام يدل على توقفه عليه السلام في أمرها، وأنتم تقولون: إنها من أهل الجنة، فكيف تجمعون بين مذهبكم وهذا الكلام؟.
قلت: يجوز أن يكون قال هذا الكلام قبل أن يتواتر الخبر عنده بتوبتها، فإن أصحابنا يقولون: إنها ثابت بعد قتل أمير المؤمنين وندمت، وقالت: لوددت أن لي من رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة بنين، كلهم ماتوا ولم يكن يوم الجمل. وأنها كانت بعد قتله تثنى عليه وتنشر مناقبه، مع أنهم رووا أيضا أنها عقيب الجمل كانت تبكي حتى تبل خمارها، وأنها استغفرت الله وندمت، ولكن لم يبلغ أمير المؤمنين عليه السلام حديث توبتها عقيب الجمل بلاغا يقطع العذر ويثبت الحجة، والذي شاع عنها من أمر الندم والتوبة شياعا مستفيضا إنما كان بعد قتله عليه السلام إلى أن ماتت وهي على ذلك، والتائب مغفور له، ويجب قبول التوبة عندنا في العدل، وقد أكدوا وقوع التوبة، منها ما روى في الاخبار المشهورة أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله في الآخرة كما كانت زوجته في الدنيا، ومثل هذا الخبر إذا شاع أوجب علينا أن نتكلف إثبات توبتها ولو لم ينقل، فكيف والنقل لها يكاد أن يبلغ حد التواتر!
* * * الأصل:
منها:
سبيل أبلج المنهاج، أنور السراج، فبالإيمان يستدل على الصالحات وبالصالحات يستدل على الايمان، وبالإيمان يعمر العلم، وبالعلم يرهب الموت وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز الآخرة، وبالقيامة تزلف الجنة، وتبرز الجحيم