إلى البراز. ثم لم ينزل بعلي حطب قط إلا هو نتم عليه المصيبة، ووعدتموه الظفر. وقد أخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم، فاتقوا الله في البقية.
فضحك قيس، وقال: ما كنت أظنك يا نعمان محتويا على هذه المقالة، إنه لا ينصح أخاه من غش نفسه، وأنت الغاش الضال المضل. أما ذكرك عثمان، فإن كانت الاخبار تكفيك فخذ منى واحدة، قتل عثمان من لست خيرا منه، وخذله من هو خير منك.
وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث. وأما معاوية فوالله لو اجتمعت عليه العرب قاطبة لقاتلته الأنصار، وأما قولك إنا لسنا كالناس. فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول الله، نتقي السيوف بوجوهنا. والرماح بنحورنا، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون.
ولكن انظر يا نعمان، هل ترى مع معاوية إلا طليقا أو، أعرابيا، أو يمانيا مستدرجا بغرور!
انظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه!
ثم انظر، هل ترى مع معاوية أنصاريا غيرك وغير صويحبك، ولستما والله ببدريين ولا عقبيين ولا أحديين، ولا لكما سابقة في الاسلام، ولا آية في القرآن. ولعمري لئن شغبت علينا لقد شغب علينا أبوك (1)!
* * * قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، قال:
كان فارس أهل الشام الذي لا ينازع عوف بن مجزأة المرادي، المكنى أبا أحمر، وكان فارس أهل الكوفة العكبر بن جدير الأسدي. فقام العكبر إلى علي عليه السلام، وكان