شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٧٧
قال نصر وجاء عدى بن حاتم يلتمس عليا عليه السلام، ما يطأ إلا على قتيل أو قدم أو ساعد فوجده تحت رايات بكر بن وائل فقال: يا أمير المؤمنين، ألا تقوم حتى نقاتل إلى أن نموت! فقال له علي عليه السلام: ادن فدنا حتى وضع أذنه عند أنفه، فقال: ويحك!
إن عامة من معي اليوم يعصيني، وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه!
قال نصر: وجاء المنذر بن أبي حميصة الوداعي - وكان شاعر همدان وفارسها - عليا عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عكا والأشعريين طلبوا إلى معاوية الفرائض والعطاء فأعطاهم، فباعوا الدين بالدنيا، وإنا قد رضينا بالآخرة من الدنيا، وبالعراق من الشام، وبك من معاوية، والله لآخرتنا خير من دنياهم، ولعراقنا خير من شامهم، ولإمامنا أهدى من إمامهم، فاستفتحنا بالحرب، وثق منا بالنصر، واحملنا على الموت، وأنشده:
إن عكا سألوا الفرائض والأشعر سألوا جوائزا بثنيه تركوا الدين للعطاء وللفرض *، فكانوا بذاك شر البرية وسألنا حسن الثواب من الله * وصبرا على الجهاد ونيه فلكل ما سأله ونواه * كلنا يحسب الخلاف خطيه ولأهل العراق أحسن في الحرب * إذا ما تدانت السمهريه ولأهل العراق أحمل للثقل * إذا عمت البلاد بليه ليس منا من لم يكن في الله * وليا يا ذا الولا والوصية فقال علي عليه السلام: حسبك الله يرحمك الله! وأثنى عليه وعلى قومه خيرا. وانتهى شعره إلى معاوية، فقال: والله لأستميلن بالدنيا ثقات على، ولأقسمن فيهم الأموال حتى تغلب دنياي آخرته.
قال نصر: فلما أصبح الناس غدوا على مصافهم، وأصبح معاوية يدور في أحياء اليمن وقال: عبوا إلى كل فارس مذكور فيكم، أتقوى به على هذا الحي من همدان
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303