وكتبت إلى مؤيد الدين الوزير عقيب هذه الوقعة التي نصر فيها الاسلام - ورجع التتر مخذولين ناكصين على أعقابهم أبياتا أنسب إليه الفتح، وأشير إلى أنه هو الذي قام بذلك وإن لم يكن حاضرا له بنفسه، وأعتذر إليه عن الإغباب بمديحه، فقد كانت الشواغل والقواطع تصد عن الانتصاب لذلك - شعرا:
أبقى لنا الله الوزير وحاطه * بكتائب من نصره ومقانب (1) وامتد وارف ظله لنزيله * وصفت متون غديره للشارب يا كالئ الاسلام إذ نزلت به * فرغاء تشهق بالنجيع السالب (2) في خطة بهماء ديمومية * لا يهدى فيها السليك للاحب (3) لا يمتطي سلساتها مرهوبة الإبساس جلس لا تدر لعاصب فرجت غمرتها بقلب ثابت * في حملة ذعري ورأي ثاقب ما غبت ذاك اليوم عن تدبيرها * كم حاضر يعصى بسيف الغائب!
عمر الذي فتح العراق وإنما * سعد حسام في يمين الضارب (4) أثنى عليك ثناء غير موارب * وأجيد فيك المدح غير مراقب وأنا الذي يهواك حبا صادقا * متقادما، ولرب حب كاذب حبا ملأت به شعاب جوانحي * يفعا، وها أنا ذو عذار شائب