شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٤٥
لعن الله الامرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به!
* * * الشرح:
أثوياء: جمع ثوى، وهو الضيف. كقوي وأقوياء. ومؤجلون: مؤخرون إلى أجل، أي وقت معلوم.
ومدينون مقرضون، دنت الرجل أقرضته، فهو مدين ومديون، ودنت أيضا، إذا استقرضت، وصار على دين، فأنا دائن، وأنشد:
ندين ويقضى الله عنا، وقد نرى * مصارع قوم لا يدينون ضيعا (١).
ومقتضون جمع مقتضى، أي مطالب بأداء الدين، كمرتضون جمع مرتضى، ومصطفون جمع مصطفى.
وقوله: " أجل منقوص "، أي عمر، وقد جاء عنهم: أطال الله أجلك، أي عمرك وبقائك. والدائب: المجتهد ذو الجد والتعب والكادح الساعي.
ومثل قوله: " فرب دائب مضيع، ورب كادح خاسر "، قول الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى * فأكثر ما يجنى عليه اجتهاده ومثله:
إذا لم يكن عون من الله للفتى * أتته الرزايا من وجوه الفوائد.
وهو كثير: والأصل فيه قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية﴾ (2) ويروى: " فرب دائب مضيع " بغير تشديد.

(١) اللسان ١٧: ٣٦، ونسبه للعجير السلولي.
(٢) سورة الغاشية ٢ - 4.
(٢٤٥)
مفاتيح البحث: سورة الغاشية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303