شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٤٨
قال أبو جعفر: وقد كان علي بن أبان كف بعض الكف عن العيث بناحية بنى سعد وراقب قوما من المهلبيين وأتباعهم، فانتهى ذلك إلى علي بن محمد صاحب الزنج، فصرفه عن البصرة، وأقر يحيى بن محمد البحراني بها لموافقته على رأيه في الإثخان في القتل، ووقوع ذلك بمحبته، وكتب إلى يحيى بن محمد يأمره بإظهار الكف ليسكن الناس، ويظهر المستخفي، ومن قد عرف باليسار والثروة، فإذا ظهر فليأخذوا بالدلالة على ما دفعوه وأخفوه من أموالهم، ففعل يحيى بن محمد ذلك، وكان لا يخلو في اليوم من الأيام من جماعة يؤتى بهم، فمن عرف منهم باليسار استنزف ما عنده ثم قتله، ومن ظهرت له خلته عاجله بالقتل حتى لم يدع أحدا ظهر له إلا قتله.
* * * قال أبو جعفر: وحدثني محمد بن الحسن، قال: لما انتهى (1) إلى علي بن محمد عظيم ما فعل أصحابه بالبصرة سمعته يقول: دعوت على أهل البصرة في غداة اليوم الذي دخل فيه أصحابي إليها واجتهدت في الدعاء، وسجدت وجعلت أدعو في سجودي، فرفعت إلى البصرة فرأيتها ورأيت أصحابي يقاتلون فيها، ورأيت بين السماء والأرض رجلا واقفا في صورة جعفر المعلوف المتولي كان للاستخراج في ديوان الخراج بسامراء، وهو قائم قد خفض يده اليسرى، ورفع يده اليمنى، يريد قلب البصرة فعلمت أن الملائكة تولت إخرابها دون أصحابي، ولو كان أصحابي تولوا ذلك ما بلغوا هذا الامر العظيم الذي يحكى عنها، ولكن الله تعالى نصرني بالملائكة، وأيدني في حروبي، وثبت بهم من ضعف قلبه من أصحابي.
قال أبو جعفر وانتسب صاحب الزنج (2) في هذه الأيام إلى محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين، بعد انتسابه الذي كان إلى أحمد بن عيسى بن زيد وذلك لأنه بعد

(1) الطبري: " لما أخرب الخائن البصرة ".
(2) الطبري: " وانتسب الخبيث ".
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303