شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٥١
كثيف، فجاء حتى نزل الأبلة، وكتب صاحب الزنج إلى يحيى بن محمد البحراني يأمره بالمصير إليه، فصار إليه بزنوجه، وأقام على محاربته عشرة أيام، ثم فتر المولد عن الحرب، وكتب على ابن محمد إلى يحيى، يأمره، أن يبيته، فبيته فهزمه، ودخل الزنج عسكره فغنموا ما فيه، وكتب يحيى إلى صاحب الزنج يخبره، فأمره باتباعه، فاتبعه إلى الحوانيت، ثم انصرف عنه فمر بالجامدة، وأوقع بأهلها وانتهب كل ما كان في تلك القرى، وسفك ما قدر على سفكه من الدماء، ثم عاد إلى نهر معقل.
قال أبو جعفر: واتصلت الاخبار بسامراء وبغداد وبالقواد والموالي وأهل الحضرة بما جرى على أهل البصرة فقامت عليهم القيامة، وعلم المعتمد أنه لا يرتق هذا الفتق إلا بأخيه أبى أحمد طلحة بن المتوكل - وكان منصورا مؤيدا عارفا بالحرب وقيادة الجيوش، وهو الذي أخذ بغداد للمعتز، وكسر جيوش المستعين، وخلعه من الخلافة، ولم يكن لبني العباس في هذا الباب مثله ومثل ابنه أبى العباس - فعقد له المعتمد على ديار مضر وقنسرين والعواصم، وجلس له مستهل شهر ربيع الاخر من سنة سبع وخمسين، فخلع عليه وعلى مفلح، وشخصا نحو البصرة لحرب علي بن محمد وإصلاح ما أفسده من الأعمال، وركب المعتمد ركوبا ظاهرا يشيع أخاه أبا أحمد إلى القرية المعروفة ببركوارا، وعاد.
* * * قال أبو جعفر: وأما صاحب الزنج فإنه بعد هزيمة محمد المولد أنفذ علي بن أبان المهلبي إلى حرب منصور بن جعفر وإلى الأهواز، فكانت بينهما حروب كثيرة في أيام متفرقة حتى كان آخرها اليوم الذي انهزم فيه أصحاب منصور، وتفرقوا عنه، وأدركت منصورا طائفة من الزنج، فلم يزل يكر عليهم حتى انقصف رمحه، ونفدت سهامه، ولم يبق معه سلاح،
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303