أنه من عبد القيس، وأنه علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأمه سدية من أسد بن خزيمة، جدها محمد بن حكيم الأسدي، من أهل الكوفة، أحد الخارجين مع زيد بن علي بن الحسين عليه السلام على هشام بن عبد الملك، فلما قتل زيد، هرب فلحق بالري وجاء إلى القرية التي يقال لها ورزنين، فأقام بها مدة، وبهذه القرية ولد علي بن محمد صاحب الزنج، وبها منشؤه، وكان أبو أبيه المسمى عبد الرحيم رجلا من عبد القيس، كان مولده بالطالقان، فقدم العراق، واشترى جارية سندية، فأولدها محمدا أباه.
وكان على هذا متصلا بجماعة من حاشية السلطان وخول بنى العباس، منهم غانم الشطرنجي، وسعيد الصغير، وبشير (1)، خادم المنتصر، وكان منهم معاشه ومن قوم من كتاب الدولة يمدحهم ويستمنحهم بشعره، ويعلم الصبيان الخط والنحو والنجوم، وكان حسن الشعر (2) مطوعا عليه، فصيح اللهجة بعيد الهمة، تسمو نفسه إلى معالي الأمور، ولا يجد إليها سبيلا، ومن شعره القصيدة المشهورة التي أولها