في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة، فرأت أسماء بنت عميس وهي تحته، كأن أبا بكر مخضب بالحناء رأسه ولحيته، وعليه ثياب بيض، فجاءت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت: إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر، إن خضابه الدم، وإن ثيابه أكفانه، ثم بكت، فدخل النبي صلى الله عليه وآله وهي كذلك، فقال: ما أبكاها؟ فقالوا:
يا رسول الله، ما أبكاها أحد، ولكن أسماء ذكرت رؤيا رأتها لأبي بكر، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله، فقال: (ليس كما عبرت عائشة، ولكن يرجع أبو بكر صالحا، فيلقى أسماء، فتحمل منه بغلام، فتسميه محمدا، يجعله الله غيظا على الكافرين والمنافقين).
قال: فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
قال إبراهيم: حدثنا محمد بن عبد الله، عن المدائني، قال: فكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان عند قتل محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر: أما بعد، فإنا لقينا محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر في جموع من أهل مصر، فدعوناهم إلى الكتاب والسنة، فعصوا الحق، فتهولوا (1) في الضلال، فجاهدناهم، واستنصرنا الله عز وجل عليهم، فضرب الله وجوههم وأدبارهم، ومنحنا (2) أكتافهم، فقتل محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر والحمد لله رب العالمين.
* * * قال إبراهيم: وحدثني محمد بن عبد الله، عن المدائني، عن الحارث بن كعب بن عبد الله بن قعين، عن حبيب بن عبد الله، قال: والله إني لعند على جالس إذ جاءه عبد الله بن معين وكعب بن عبد الله من قبل محمد بن أبي بكر يستصرخانه قبل الوقعة، فقام على فنادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى