الأصل:
أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال، ووقت لكم الآجال، وألبسكم الرياش، وأرفغ لكم المعاش، وأحاط بكم الإحصاء، وأرصد لكم الجزاء، وآثركم بالنعم السوابغ، والرفد الروافغ، وأنذركم بالحجج البوالغ، فأحصاكم عددا، ووظف لكم مددا، في قرار خبرة، ودار عبرة، أنتم مختبرون فيها، ومحاسبون عليها.
* * * الشرح:
وقت وأقت بمعنى، أي جعل الآجال لوقت مقدر.
والرياش والريش واحد، وهو اللباس، قال تعالى: ﴿يوارى سوأتكم وريشا﴾ (1).
وقرئ (ورياشا)، ويقال: الرياش الخصب والغنى، ومنه ارتاش فلان، حسنت حاله، ويكون لفظ (ألبسكم) مجازا إن فسر بذلك.
وأرفغ لكم المعاش، أي جعله رفيغا، أي واسعا مخصبا، يقال: رفغ - بالضم - عيشه رفاغة، اتسع، فهو رافغ ورفيغ، وترفغ، الرجل وهو في رفاغية من العيش، مخففا، مثل (رفاهية) و (ثمانية).
وقوله: (وأحاط بكم الإحصاء)، يمكن أن ينصب الإحصاء على أنه مصدر فيه اللام، والعامل فيه غير لفظة، كقوله: (يعجبه السخون)، ثم قال: (حبا)، وليس