شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٧٥
وروى الحارث بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وآله دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين نعاله، وقال: احتفظ بهما، فإن ذهابهما ذهاب دينك، فلما كان يوم الجمل ذهبت إحداهما، فلما أرسله علي عليه السلام إلى معاوية ذهبت الأخرى، ثم فارق عليا واعتزل الحرب.
* * * وروى أهل السيرة أن الأشعث خطب إلى علي عليه السلام ابنته، فزبره، وقال: يا بن الحائك، أغرك ابن أبي قحافة!
وروى أبو بكر الهذلي عن الزهري، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف، قال: قام الأشعث إلى علي عليه السلام، فقال: إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليك عهدا لم يعهده إلى غيرك، فقال: إنه عهد إلى ما في قراب سيفي، لم يعهد إلى غير ذلك. فقال الأشعث: هذه إن قلتها فهي عليك لا لك، دعها ترحل عنك، فقال له: وما علمك بما على مما لي! منافق ابن كافر، حائك ابن حائك! إني لأجد منك بنه (1) الغزل. ثم التفت إلى عبيد الله بن عدي بن الخيار، فقال: يا عبيد الله، إنك لتسمع خلافا وترى عجبا، ثم أنشد (2):
أصبحت هزءا لراعي الضأن أتبعه (3) * ماذا يريبك منى راعى الضان!
وقد ذكرنا في بعض الروايات المتقدمات أن سبب قوله: (هذه عليك لا لك)، أمر آخر، والروايات تختلف.
وروى يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش: أن جريرا والأشعث خرجا إلى جبان (4) الكوفة، فمر بهما ضب يعدو، وهما في ذم علي عليه السلام، فنادياه: يا أبا حسل، هلم

(1) البنة: الرائحة، وأهل اليمن معروفون بالغزل والحياكة.
(2) البيت لكلاب بن أمية بن الاسكر، من أبيات له في ذيل الأمالي 180 (3) ج: (أصبحت فردا).
(4) الجبان في الأصل: الصحراء، وأهل الكوفة يسمعون المقبرة جبانة، وفي، ا: (إلى الجبال).
انظر مراصد الاطلاع.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232