شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٣٩
وتصلحوا ذات بينكم، فمهلا مهلا! رحمكم الله، استمعوا لهذا الكتاب، وأطيعوا الذي يقرأ عليكم.
ففضوا كتاب معاوية وإذا فيه: من عبد الله معاوية أمير المؤمنين، إلى من قرئ كتاب هذا عليه من المؤمنين والمسلمين من أهل البصرة.
سلام عليكم. أما بعد، فإن سفك الدماء بغير حلها، وقتل النفوس التي حرم الله قتلها هلاك موبق، وخسران مبين، لا يقبل الله ممن سفكها صرفا ولا عدلا، وقد رأيتم رحمكم الله آثار ابن عفان وسيرته، وحبه للعافية، ومعدلته، وسده للثغور، وإعطاءه في الحقوق، وإنصافه للمظلوم، وحبه الضعيف، حتى توثب عليه المتوثبون، وتظاهر عليه الظالمون، فقتلوه مسلما محرما، ظمآن صائما، لم يسفك فيهم دما، ولم يقتل منهم أحدا ولا يطلبونه بضربة سيف ولا سوط، وإنما ندعوكم أيها المسلمون إلى الطلب بدمه، وإلى قتال من قتله، فإنا وإياكم على أمر هدى واضح، وسبيل مستقيم. إنكم إن جامعتمونا طفئت النائرة، واجتمعت الكلمة، واستقام أمر هذه الأمة، وأقر الظالمون المتوثبون الذين قتلوا إمامهم بغير حق، فأخذوا بجرائرهم وما قدمت أيديهم. إن لكم أن أعمل فيكم بالكتاب، وأن أعطيكم في السنة عطائين، ولا أحتمل فضلا من فيئكم عنكم أبدا.
فسارعوا إلى ما تدعون إليه رحمكم الله! وقد بعثت إليكم رجلا من الصالحين، كان من أمناء خليفتكم المظلوم ابن عفان وعماله وأعوانه على الهدى والحق، جعلنا الله وإياكم ممن يجيب إلى الحق ويعرفه، وينكر الباطل ويجحده، والسلام عليكم ورحمة الله.
قال: فلما قرئ عليهم الكتاب، قال معظمهم: سمعنا وأطعنا.
قال: وروى محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي، عن أبي زهير، عن أبي منقر الشيباني، قال: قال الأحنف لما قرئ عليهم كتاب معاوية: أما أنا فلا ناقة لي في هذا ولا جمل. واعتزل أمرهم ذلك.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232