تستغشوا عتبي (1)، ولا تتهموا نصحي.
فقال الحسن: رحمك الله، ما أنت عندنا بظنين (2).
قال نصر: ودخل عليه سعيد بن قيس الأزدي، فسلم عليه، فقال: وعليك السلام وإن كنت من المتربصين! قال: حاش لله يا أمير المؤمنين! فإني لست من أولئك.
فقال: لعل الله فعل ذلك.
* * * قال نصر: وحدثنا (3) عمر بن سعد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن مخنف، قال: دخلت مع أبي على علي عليه السلام، مقدمه (4) من البصرة، وهو عام بلغت الحلم، فإذا بين يديه رجال يؤنبهم، ويقول لهم: ما أبطأ بكم عنى، وأنتم أشراف قومكم! والله إن كان من ضعف النية وتقصير البصيرة، إنكم لبور (5)، وإن كان من شك في فضلي ومظاهرة على، إنكم لعدو.
فقالوا: حاش لله يا أمير المؤمنين! نحن سلمك وحرب عدوك. ثم اعتذر القوم فمنهم من ذكر عذرا، ومنهم من اعتل بمرض، ومنهم من ذكر غيبة، فنظرت إليهم فعرفتهم، فإذا عبد (6) الله المعتم العبسي، وحنظلة بن الربيع التميمي، وكلاهما كانت له صحبة، وإذا أبو بردة بن عوف الأزدي، وإذا غريب بن شرحبيل الهمداني.
قال: ونظر علي عليه السلام إلى أبى، فقال: ولكن مخنف بن مسلم وقومه لم يتخلفوا، ولم يكن مثلهم كمثل القوم الذين قال الله تعالى فيهم: (وإن منكم لمن ليبطئن فإن