دخل على معاوية تكلم معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا شرحبيل، إن جرير ابن عبد الله قدم علينا يدعونا إلى بيعة علي وعلي خير الناس لولا أنه قتل عثمان بن عفان وقد حبست نفسي عليك وإنما أنا رجل من أهل الشام أرضى ما رضوا وأكره ما كرهوا.
فقال شرحبيل: أخرج فأنظر. فلقيه هؤلاء النفر الموطئون له، فكلهم أخبره (1) أن عليا قتل عثمان فرجع مغضبا إلى معاوية فقال: يا معاوية لابن أبي الناس الا أن عليا قتل عثمان والله ان بايعت له لنخرجنك من شامنا أو لنقتلنك. فقال معاوية: ما كنت لأخالف عليكم، ما أنا إلا رجل من أهل الشام. قال فرد هذا الرجل إلى صاحبه إذن.
فعرف معاوية أن شرحبيل قد نفذت بصيرته في حرب أهل العراق وأن الشام كله مع شرحبيل وكتب إلى علي ع ما سنورده فيما بعد إن شاء الله تعالى.