بحكم الله، فمتى خالفاه، فأنا وأنتم من ذلك برآء، وأنتم تعلمون أن حكم الله لا يعدوني!
قالوا: اللهم نعم، قال: وكان معهم في ذلك الوقت ابن الكواء (1)، قال: وهذا من قبل أن يذبحوا عبد الله بن خباب، وإنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر (2)، فقالوا له:
حكمت في دين الله برأينا ونحن مقرون بأنا كنا كفرنا، ولكنا الان تائبون فأقر بمثل ما أقررنا به، وتب ننهض معك إلى الشام، فقال: أما تعلمون أن الله تعالى قد أمر بالتحكيم في شقاق بين الرجل وامرأته، فقال سبحانه: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، وفى صيد أصيب كأرنب يساوى نصف درهم، فقال: يحكم به ذوا عدل منكم! فقالوا له: فإن عمرا لما لابن أبي عليك أن تقول في كتابك: (هذا ما كتبه عبد الله على أمير المؤمنين) محوت اسمك من الخلافة، وكتبت: (علي بن أبي طالب،) فقد خلعت نفسك، فقال: لي في رسول الله (ص) عليه أسوة حين أبى عليه سهيل بن عمرو، أن يكتب هذا كتاب كتبه محمد رسول الله (ص) وسهيل بن عمرو، وقال له: لو أقررت بأنك رسول الله ما خالفتك، ولكني أقدمك لفضلك، فاكتب محمد بن عبد الله، فقال لي: يا علي، امح رسول الله، فقلت: يا رسول الله، لا تشجعني نفسي على محو اسمك من النبوة، قال: فقضى عليه، فمحاه بيده، ثم قال:
(اكتب محمد بن عبد الله،) ثم تبسم إلى وقال: يا علي، أما إنك ستسام مثلها فتعطى، فرجع معه منهم ألفان من حروراء وقد كانوا تجمعوا بها، فقال لهم على: ما نسميكم؟ ثم قال: أنتم الحرورية، لاجتماعكم بحروراء (3) وروى جميع أهل السير كافة أن عليا (ع) لما طحن القوم طلب ذا الثدية طلبا