قال: فروى مسلم الضبي عن حبة العرني، قال: لما انتهينا إليهم رمونا، فقلنا لعلى (ع): يا أمير المؤمنين قد رمونا، فقال لنا: كفوا، ثم رمونا، فقال لنا (ع): كفوا، ثم الثالثة، فقال: الان طاب القتال، احملوا عليهم.
وروى أيضا عن قيس بن سعد بن عبادة أن عليا (ع) لما انتهى إليهم، قال لهم: أقيدونا بدم عبد الله بن خباب، فقالوا: كلنا قتله، فقال: احملوا عليهم وذكر أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل أن أول من قال: لا حكم إلا لله، عروة بن حدير، قالها بصفين، وقيل: زيد بن عاصم المحاربي، قال: وكان أميرهم أول ما اعتزلوا ابن الكواء، ثم بايعوا لعبد الله بن وهب الراسبي وكان أحد الخطباء فقال لهم عند بيعتهم إياه: إياكم والرأي الفطير (1)، والكلام القضيب (2)، دعوا لرأى يغب (3)، فإن غبوبه يكشف للمرء عن قضته (4)، وازدحام الجواب مضلة للصواب، وليس الرأي بالارتجال، ولا الحزم بالاقتضاب، فلا تدعونكم السلامة من خطأ موبق، وغنيمة نلتموها من غير صواب، إلى معاودته والتماس الربح من جهته. إن الرأي ليس بنهنهى (5) ولا هو ما أعطتك البديهة، وإن خمير الرأي خير من فطيره، ورب شئ غابه خير من طريئه، وتأخيره خير من تقديمه.
وذكر المدائني في كتاب الخوارج قال: لما خرج علي (ع) إلى أهل النهر أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدمته يركض، حتى انتهى إلى علي (ع)