أشبه، وبمذهبه في تصنيف الناس وفي الاخبار عما هم عليه من القهر والإذلال، ومن التقية والخوف أليق. قال: ومتى وجدنا معاوية في حال من الأحوال يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ومذاهب العباد!
* * * الشرح: دهر عنود: جائر، عند عن الطريق، يعند بالضم: أي عدل وجار. ويمكن أن يكون من عند يعند بالكسر، أي خالف ورد الحق وهو يعرفه، إلا أن اسم الفاعل المشهور في ذلك عاند وعنيد، وأما عنود فهو اسم فاعل من عند يعند بالضم.
قوله: " وزمن شديد " أي بخيل، ومنه قوله تعالى: " وإنه لحب الخير لشديد " (1) أي وإنه لبخيل لأجل حب الخير، والخير: المال. وقد روي " وزمن كنود " وهو الكفور، قال تعالى: " إن الانسان لربه لكنود " (2).
والقارعة: الخطب الذي يقرع، أي يصيب.
قوله: " ونضيض وفره " أي قلة ماله، وكان الأصل " ونضاضة وفره " ليكون المصدر في مقابلة المصدر الأول، وهو " كلاله حده "، لكنه أخرجه على باب إضافة الصفة إلى الموصوف، كقولهم: عليه سحق عمامة، وجرد قطيفة، وأخلاق ثياب.
قوله: " والمجلب بخيله ورجله "، المجلب اسم فاعل من أجلب عليهم، أي أعان عليهم.
والرجل: جمع راجل، كالركب جمع راكب، والشرب جمع شارب، وهذا من ألفاظ الكتاب العزيز: " واجلب عليهم بخيلك ورجلك " (3).