إثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا إلى قوله حتى أحدث لك منه ذكرا أي حتى أكون أنا أحدث لك ذلك فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها إلى قوله فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما على ساحل البحر غلمان يلعبون فعهد إلى أصبحهم وأجودهم فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال بن عباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحيى عند ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم موسى فقال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قرأ إلى * (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها) * قرأ إلى وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وفي قراءة أبي بن كعب يأخذ كل سفينة صالحة غصبا فأردت أن أعيبها حتى لا يأخذها الملك فإذا جاوزوا الملك رقعوها وانتفعوا بها وبقيت لهم وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين قرأ إلى ذلك تأويل ما تستطع عليه صبرا فجاء طائر فجعل يغمس منقاره في البحر فقال له يا موسى تدري ما يقول هذا الطائر قال لا أدري قال فإن هذا يقول ما علمكما الذي تعلمان في علم الله إلا مثل ما أنقص به بمنقاري من جميع هذا البحر قوله تعالى فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا (11307) أنا محمد بن عبد الأعلى نا المعتمر عن أبيه عن رقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال قيل لابن عباس إن نوفا يزعم أن موسى عليه السلام الذي ذهب يلتمس العلم ليس بموسى بني إسرائيل قال أسمعته يا سعيد قال نعم قال كذب نوف
(٣٨٧)