رسول الله صلى الله عليه وسلم من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ولجأت صناديد قريش وعظماؤها إلى الكعبة يعني دخلوا فيها قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم قال يا معشر قريش ما تقولون قالوا نقول بن أخ وابن عم رحيم كريم ثم عاد عليهم القول قالوا مثل ذلك قال فإني أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين فخرجوا فبايعوه على الاسلام ثم أتى الصفا لميعاد الأنصار فقام على الصفا على مكان يرى البيت منه فحمد الله وأثنى عليه وذكر نصره إياه فقالت الأنصار وهم أسفل منه أما الرجل فقد أدركته رأفة لقرابته ورغبته في عشيرته فجاءه الوحي بذلك قال أبو هريرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الوحي لم يستطع أحد منا يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي عنه فلما قضي الوحي قال هيه يا معشر الأنصار قلتم أما الرجل فأدركته رأفة بقرابته ورغبة في عشيرته والله إني لرسول الله لقد هاجرت إلى الله ثم إليكم المحيا محياكم والممات مماتكم قال أبو هريرة فرأيت الشيوخ يبكون حتى بل الدموع لحاهم ثم قالوا معذرة إلى الله ورسوله والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله قال فإن الله قد صدقكم ورسوله وقبل قولكم قوله تعالى ويسألونك عن الروح (11299) أنا علي بن خشرم أنا عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه وقال بعضهم لا تسألوه فيسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفنا أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
(٣٨٣)