الخبيث نحو صحابي ملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحريص في طلب الحديث وذلك بشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعالم عامل بعلمه وعابد ربه بحيث يحب لقاء الله ويدعو الله أن بحب لقاءه كما جاء بسند صحيح عن أبي سلمة قال: دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته فقلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال:
اللهم لا ترجعها قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، والله الذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه " (1). وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق مالك عن سعيد المقبري قال: " دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الذي مات فيها فقال: " شفاك الله فقال أبو هريرة: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي فما بلغ مروان - يعني وسط السوق - حتى مات " (2).
وهكذا رحل أبو هريرة رضي الله عنه من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية الدائمة في سنة ثمان وخمسين وقيل تسمع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة من عمر (3).
وكانت وفاته بقصره بالعقيق فحمل إلى المدينة (4) وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميرا على المدينة ومروان بن الحكم معزول (5) وذلك بعد أن صلى بالناس العصر وفي القوم ابن عمر وأبو سعيد الخدري... (6).
فرحم الله أبا هريرة ورضي الله عنه وغفر له وجعل الجنة مثواه ورحم الله كل من ترحم وترضى على أبي هريرة رضي الله عنه وغفر له. وأقول: إنما الواجب