وهكذا قام ابن قتيبة بالرد على النظام في كتابه تأويل مختلف الحديث (1). وبرأ أبا هريرة رضي الله عنه من تهمة النظام ومن تبعه من المعتزلة مثل أبو القاسم البلخي، ثم تبع هؤلاء من المتأخرين من الأعداء وأهل الأهواء أيضا فاقتفوا آثارهم في اتهام أبي هريرة رضي الله عنه فبرز من بينهم عدد كبير من المتشرقين مثل جولد تسيهر. وكايتاني، وشبرنجر وغيرهم وبعض من ينتمي إلى الإسلام مثل محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة ص 162 وعبد الحسين.
شرف الدين في كتابه " أبو هريرة ".
ويجمعهم في ذلك جمعيهم هوى متبع ومآرب نفسية تخدم مبادئهم سواء أكانت طائفية أم تبشيرية، ولكن الله قبض عليهم رجالا قديما وحديثا يدافعون عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذبون عن سنة صلى الله عليه وسلم، فقد تولى الرد عليهم عدد من العلماء منهم الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي في كتابه " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي " فقد رد على المستشرقين وعلى أبي رية ردا علميا قويا حتى تحداهم بإتيان رواية واحدة صحيحة مما ادعوه فقال: " إنا نتحداه ونتحدى كل من يتجرأ على أبي هريرة أن يثبت لنا نصا تاريخيا موثوقا بصحته أن أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عليا أو عائشة أو أحدا من الصحابة نسب إلى أبي هريرة الكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستنقطع أعناق هؤلاء الحاقدين دون العثور على نص من هذا القبيل، بأبي الله لهم ذلك " (2).
أما إن كانت النصوص من كتاب، كعيون الأخبار، وبدائع الزهور، ورواة كابن أبي الحديد والإسكافي، ومتهمين كالنظام وأمثاله... فهيهات أن يكون ميدان هذه الكتب وهؤلاء الرواة وهؤلاء الطاعنين هو ميدان العلم والعلماء " (3).
وكذا رد على شبهات المستشرقين وأذنابهم عدد من العلماء ودحضوا شبهاتهم منه الشيخ المعلمي في الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة ص 152 ومحمد عبد الرزاق حمزة المكي في كتابه