بجانب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالحفظ حيث إن أبا هريرة خشي نسيان الأحاديث التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة وفي ازدياد -. - فمن هذا وصفه لوفاق غيره في الرواية وأكثر من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستغرب - ويخشى نسيانه فيقول: - كما رواه البخاري بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: " قلت: يا رسول الله! إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه، قال: ابسط رداءك فبسطته فغرف بيديه فيه، ثم قال: ضمه فضممته، فما نسيت حديثا بعد " (1) فهذا ومثله جمله يتفوق على غيره، وقال الذهبي - بعد ذكره الحديث المذكور - " وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم) (2).
وكذا أخرجه الترمذي بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أسمع منك أشياء فلا أحفظها، قال: " ابسط رداءك فبسطت فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به ". قال: هذا حديث حسن صحيح قد روى من غير وجه عن أبي هريرة " (3).
وقال الحافظ ابن حجر: " وأخرج أبو يعلي من طريق الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، فقال: افتح كساءك فذكر نحوه (4).
وكذا أخرج أبو نعيم من طريق سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا تسألني عن هذه الغنائم؟ قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال: " فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فضرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني " (5).