ظلمات أبي رية أمام أضواء السنة المحمدية ص 162 ومحمد أبو زهو في كتاب الحديث والمحدثون ص 153 والدكتور محمد محمد السماحي في كتابه المنهج الحديث في علم الحديث ومنهج النقد عند المحدثين للدكتور نور الدين عتر والدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه القيم دفاع عن أبي هريرة وقد أجاد وأفاد ولا سيما في صنع شجرة الرواة عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد بذل جهدا مشكورا في حصرهم وجمعهم، وقد أوصل عددهم إلى نحو عدد الذي ذكره البخاري رحمه الله تعالى.
وكذا للشيخ عبد الرحمن الزرعي جهد مشكور في الدفاع عن هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه باسم " أبو هريرة وأقلام الحاقدين " والدكتور مصطفى الأعظمي في كتابه دراسات في الحديث النبوي وغيرهم. جزى الله الجميع عن الإسلام والمسلمين خيرا.
فبعد هذه الكتابات العديدة المستقلة والضمنية لا أرى ضرورة إعادة هذه الشبهات ونشرها ونحن في غني عن ذكرها وتشهيرها بعدما ثبت سخافتها وبطلانها وفيما ذكرت من ثناء العلماء على أبي هريرة قديما وحديثا وتوثيقهم وشهادتهم له بالحفظ والإتقان، والصدق، والديانة والخشية والتقوى غنية لإبطال ادعاءاتهم الباطلة وفيه كفاية لتفنيد شهادتهم الزائفة التي هي أوهن من خيط العنكبوت، فم بالك بصحابي جليل يحب الرسول حبا جما - كما تقدم - ويأتسي بسنته ويقوم الليل بعد أن يقسمها أثلاثا يقوم هو بثلثه، وخادمه بثلثه، وامرأته بثلثه (1) وهكذا أبو هريرة رضي الله عنه مع ربه في قيام وعبادة وتقديس وتسبيح له، كما ذكر ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ذنبي " (2).
فمثله بأي لسان يتهم ويرم بالكذب وكيف يخطر بالبال هذا التصور