له مجالس الرواية داخل المسجد النبوي قرب حجرة عائشة رضي الله عنها، وعائشة رضي الله عنها تسمع وهو يخاطبها أحيانا فيقول:
يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئا؟ فهي تجيبه ولا تنكر عليه شيئا من رواياته وانما أنكرت عليه السرد حيث قالت 6 لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم (1) والتمس لأبي هريرة رضي الله عنه العذر في ذلك بأنه انما حصل ذلك منه لأنه كان واسع الرواية كثير الحفظ فكان لا يتمكن من المهل عند إرادة التحديث والله أعلم.
وساعدة أيضا على نشر رواياته وكثرتها بقائه في المدينة مقر ملتقى المسلمين بين زائر وقادم للعلم وأضف إلى ذلك تأخر وفاته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشغاله بالرواية وقيامه بالفتوى فاخذ منه القاضي والداني وبذلك كثر عدد تلاميذه وبلغوا نحو ثمانمائة رجل كما قال البخاري من بينهم عدد من الصحابة عد الحاكم منهم خمسة وعشرين شخصا والباقي من التابعين ومن بينهم عدد كبير من مشاهيرهم وكبارهم فالذي يروى عنه هذا العدد الكبير من خير القرون ويثق به حسنه حجة وثقة وتصديقا ولا يلتفت إلى تفوه المتفوهين وافتراء المفترين على حافظ الصحابة الذي شهد له يحفظه وكثرة روايته الصحابة والتابعون ومن دونهم ولا مجال لانتفاده ومؤاخذته بكثرة الرواية لان أكثر ما روي عن وعزي له (5374) حديثا وهذا العدد في الحقيقة لحافظ مثل أبي هريرة لا يعتبر كثيرا له عقلا ولا طبعا بل لغيره فضلا عنه وهذا بجانب ان العدد المذكور فيه المكرر حيث إن المحدثين انما يعدون الأحاديث باعتبار طرقها عن الصحابي وتشعب أسانيدها فهذا ما نلاحظه في مسنده من مسند إسحاق ابن راهويه الذي نقدمه للقراء محققا وكذا في مسند الإمام أحمد وفي تحفة الاشراف فبعد بكثير مما ذكر له من العدد المذكور.
وقد قام العلماء رحمهم الله تعالى قديما وحديثا بالرد على من تكلم على أبي