ثم قال: " وكان البخاري قد قال إنهم الثمانمائة وبهذا يكون البخاري دقيقا جدا في إحصائه " (1).
وقال أيضا: " وتبين لي من مطالعة جديدة لتهذيب التهذيب أن ابن حجر ذكر آخرين غير الذين ذكرتهم أنا من الرواة عن أبي هريرة وصرح بأنهم يروون أيضا عن أبي هريرة ربما بلغوا الثلاثين وبهم يصل العدد إلى أكثر من ثمانمائة " (2).
وذكر الأستاذ عبد المنعم أيضا فقال: " ومن الطريف أنه مثلما كان الرواة عن أبي هريرة نحو الثمانمائة كما أحصاهم البخاري فإن نقلة أحاديثه خلال الصحيحين هم نحو ثمانمائة ثقة أيضا كما في هذا الإحصاء " (3) ثم أحصاهم بالأرقام مرتبا على الحروف. ويعني بذلك كل النقلة المباشرين عنه وغيرهم.
وقال: " وإننا إلى ما سنستفيده من هذه القوائم في تحقيق كلمة البخاري وإحصائه وإلقاء الاطمئنان في قلوب المشككين فإنها مفيدة أيضا في اطلاع القارئ على أسماء رجال يروون عن أبي هريرة، وتلميذوا وهم من سادات الناس، وشجعان الرجال أو ممن شهروا بالعقل ممن شهروا بالعقل والحصانة، أو الفقه والاستنباط أو العدل وحسن القضاء أو الزهد والتقوى وكثرة العبادة أو الأنساب إلى أرفع البيوت القرشية والأنصارية وربما جمع بعضهم كل هذه الخصال، مما يستحيل معه أن يغفلوا عما يقع فيه أبو هريرة من الكذب حاشاه " (4).
" وحرصه في طلب العلم ":
هذا هو أبو هريرة رضي الله عنه بين التحمل والأداء والتعليم والتعلم وقد كان حريصا أشد الحرص على طلب العلم راغبا عن الدنيا بحيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه مرة الدنيا فيقول له: " ألا تسألني من هذه الغنائم؟ - فيجيبه قائلا -: أسألك أن تعلمني مما علمك الله " (5).