صغير بالنسبة لحجم أبي هريرة - عبارة عن خمسمائة وثلاثة وأربعين حديثا من أول المجلد الرابع إلى بداية مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأوله في المجلد الثالث ولا نستطيع ان نقدر حجم مسنده - باليقين من خلال القسم المتبقى ولكن بمارقنتي مسند عائشة رضي الله عنها من مسند إسحاق بمسندها عنه أستطيع ان أقل بتقارب المسندين وكذا من حجم المجلدات وعددها حيث جاء في صورة المساعات سمع جميع هذا المجلد والأول والثاني والثالث قبله والخامس والسادس بعده.. وأيضا من وصف ابن حجر له بأنه في ست مجلدات ضخمة فهذا يؤكد تقارب المسندين بصفة عامة وتقارب مسند أبي هريرة عندهما ومسنده لا يقل في نظري عند إسحاق عن مسنده عند قرينه الإمام أحمد ولا يخفى ان أبا هريرة رضي الله عنه احفظ الصحابة لحديث رسول الله وأكثرهم رواية عنه صلى الله عليه وسلم مع قلة صحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث إنه تم أول لقاء أبي هريرة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخير سنة سبع من الهجرة ثم لازمه مدة حياته صلى الله عليه وسلم ولتفرغه وملازمته تيسر له من الروايات ما لم يتيسر لغيره.
وهذا ما جعل اعداد الاسلام وأهل الأهواء من قديم الزمان يستغربون ويندهشون من كثرة رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة القصيرة فأخذوا يتكلمون في أبي هريرة رضي الله عنه بل ويتهمون قائلين كيف تأتي لأبي هريرة من الروايات ما لم يتأت لكبار الصحابة الذين صاحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما صاحبه أبو هريرة كالخلفاء الراشدين وغيرهم وهكذا أرادوا تشكيكنا في احفظ الصحابة وفي رواياته للنيل من الاسلام وهدم بنائه (1).