وينال أجر الهجرة حيث إنه هاجر من بلده قبل الفتح، كما تقدم قريبا، وينال شرف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصية، وقد روى زيد بن ثابت قال: " دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه " (1).
وهذه الدعوة في صحيح مسلم (2) وفي الحديث قصة إسلام أمه بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو الحديث كما هو في صحيح مسلم رحمه الله تعالى بكامله ذكره أبو هريرة رضي الله عنه فقال: " كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسمل ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت يا رسول الله:
إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة "، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف - أي مغلق - فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء - أي صوت تحريكها الماء - قال:
فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأتيته وأنا أبكي من الفرح، قا: قلت يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال: خيرا.
قال: قلت يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم حبب عبيدك هذا - يعنى أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " (3).