على جبهته بالعراق وهو يقول: يا أهل العراق تزعمون! أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لكم المهنأ وعلي الإثم أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وعن عاصم بن كليب قال: حدثني أبي، قال: كنت جالسا مع أبي هريرة رضي الله عنه في مسجد الكوفة فأتاه رجل فقال: أأنت القائل تصلي مع عيسى بن مريم؟ قال: يا أهل العراق! إني قد علمت أن سيكذبوني ولا يمنعني ذلك أن أحدث بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق قال: " الدجال يخرج من المشرق... (2).
بل كان أبو هريرة رضي الله عنه يؤكد الدفاع عن نفسه ويرد شكوك أمثال هؤلاء المنحرفين ويدعمه صدق رواياته ببدئه بالوعيد الشديد الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب عليه وعاقبته المخزية.
فجاء في مسنده من مسند إسحاق عن كليب بن شهاب سمعت أبا هريرة يبتدي حديثه بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتهوأ مقعده من النار...) (3).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد نهى أبا هريرة رضي الله عنه من الإكثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نهى غيره، لأن سياسة عمر وبعض الصحابة الإقلال من رواية الحديث، لأن في الإكثار مظنه الخطأ وخوفا من أن يشغل الناس بالحديث عن القرآن، ومع هذا فقد سمح عمر رضي الله عنه لأبي هريرة رضي الله عنه بالتحديث، بعد أن عرف ورعه وتقواه " (4).
وذكر الذهبي في السير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إلى فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان؟
قلت: نعم، وقد علمت لأي شئ سألتني قال: ولم سألتك؟ قلت: إن