بحجة يؤيد صحة مقالته التي هي كفر وشرك كانت حجته عنن نفسه أن أخبار أبي هريرة رضي الله عنه لا يجوز الاحتجاج بها.
أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة رضي الله عنه فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه، وأخباره تقليدا بلا حجة ولا برهان كلهم في أبي هريرة ودفع أخبار التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفيه إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه.
وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخبارا لم يفهموا معناها " (1).
انتهى.
وقد رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد الذي ادعى بأن عمر قال: " أكذب المحدثين أبو هريرة " فقال:
" كيف يتهمه عمر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستعمله على الأعمال النفيسة ويوليه الولايات، ولو كان عند عمر رضي الله عنه كما ادعاه المعارض لم يكن بالذي يأتمنه على أمور المسلمين ويوليه أعمالهم مرة بعد مرة (2) وأي سب لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من تكذيبه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لمن أصدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظهم عنه، وأرواهم لنواسخ حديثه (3).
أفلا يراقب امرؤ ربه فيكف لسانه ولا يقذف رجلا من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرميه بالكذب من غير ثبت ولا صحة؟ وكيف يصح عند هذا المعارض كذبه وقد ثبته طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم؟.
لو عض هذا الرجل على حجر أو جمرة حتى يحرق لسانه كان خيرا له مما تأول على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
فإن تك صادقا في دعواك فاكشف عن رأس من رواه فإنك لا تكشف عن ثقة " (5).