وقال أيضا: " وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه " (1).
قال: " أبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام وأدائه بحروفه " (2).
وقال في موضع آخر: " فهو رأس في القرآن وفي السنة وفي الفقه " (3).
وقال الحافظ ابن كثير: " وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم (4)، وقال أيضا:
روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب وكان من حفاظ الصحابة " (5).
وقال الحافظ ابن حجر: " أبو هريرة الدوسي، الصحابي الجليل حافظ الصحابة " (6).
وقال أيضا: إن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروى الحديث في عصره ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه " (7).
فهذا أبو هريرة رضي الله عنه في حفظه في نظر مشاهير علماء الإسلام ومؤرخيهم من مشارق الأرض ومغاربها وهم يشهدون بحفظه بل بتفوقه عليهم في حفظه وفي كثرة روايته، فلا عجب إذا ولا اندهاش على كثرة روايته بعد أن عرفنا مما سبق بيانه من ملازمة أبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته ملازمة ليست لها النظير حيث تفرغ تفرغا كاملا للعلم وانعزل عن الدنيا تماما واكتفى بملء بطنه وكان يدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دار ولم يفارقه في السفر ولا الحضر، مع ما رزق من قوة الحفظ والذاكرة وشدة الحرص في الطلب كما