" يا رسول الله! إني إذا رأيتك نفسي وقرت عيني " (1) وفي - (رواية عند البزار: " وإذا لم أرك لم تطب نفسي أو كلمة نحوه " (2 -): فانبئني عن كل شئ؟ فقال: كل شئ خلق من الماء، فقلت له: أخبرني بشئ إذا عملت به دخلت الجنة ". فقال: أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام وادخل الجنة بسلام ".
ومن فرط حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم واندفاعه الداخلي أنه كان يطول ذكره صلى الله عليه وسلم بأساليب متعددة يعبر عن ذلك بقوله:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق... (3).
وقال: قال صفيي وخليلي أبو القاسم صاحب الحجرة... (3).
أوصاني حبيبي بثلاث... أوصاني خليلي بثلاث... (3).
حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم... (4).
فأنكر المنكرون عليه هذا وجعلوا أبا هريرة جريئا على استعمال ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ". وفي الحقيقة ليس فيه أي جرأة ولا محذور وقول أبي هريرة لا يعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم السابق لأن الممتنع أن يتخذ هو صلى الله عليه وسلم غيره خليلا لا العكس...
ولعلة أراد مجرد الصحبة والمحبة (5).
وقد ورد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مثله حيث قال: " إن خليلي أوصاني أن أصلى الصلاة لوقتها " (6) وكذا عن أنس رضي الله عنه (7).