عبد المطلب: والله لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فقلت:
يا رسول الله! لو اتخذت شيئا تجلس عليه يدفع عنك الغبار، ويرد عنك الخصم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأدعنهم ينازعوني ردائي ويطون عقبي، ويغشاني غبارهم، حتى يكون الله يريحني منهم، فعلمت أن بقاءه فينا قليل (1)، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن صعق كما صعق موسى، والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال وألسنتهم من المنافقين، يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فقام العباس بن عبد المطلب فقال: أيها الناس! هل عند أحد منكم عهد أو عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: اللهم لا، قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى وصل الحبال، ثم حارب، وواصل، وسالم، ونكح النساء، وطلق (2)، وترككم عن حجة بينة (3)، وطريق ناهجة (4)، فإن بك ما يقول (5) ابن الخطاب حقا، فإنه لن يعجز الله أن يحثو عنه (6)،