أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يومئذ خطيبا فحمد الله، وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، قال: إنكم يا معشر المهاجرين! إنكم تزيدون، والأنصار لا يزيدون، الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم (1).
قال الزهري: سمعت رجلا يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدا خيره ربه بين الدنيا والآخرة، فاختار ما عند ربه، ففطن أبو بكر أنه يريد نفسه، فبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلك، ثم قال:
سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد، إلا باب أبي بكر رحمه الله، فإني لا أعلم رجلا أحسن يدا عندي من الصحابة من أبي بكر (2).
قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وابن عباس أخبراه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل (3) به جعل يلقي خميصة (4) له على وجهه، فإذا اغتم (5) كشفها عن وجهه، وهو يقول: لعنة الله