(والذي بعثك بالحق إن رأت عليها أمر اقط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله) فقولها أغمصه بفتح الهمزة وكسر الميم وبالصاد المهملة أي أعيبها والداجن الشاة التي تألف البيت ولا تخرج للمرعى ومعنى هذا الكلام أنه ليس فيها شئ مما تسألون عنه أصلا ولا فيها شئ من غيره الا نومها عن العجين قولها (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي سلول) أما أبى منون وابن سلول بالألف وسبق بيانه وأما استعذر معناه أنه قال من يعذرني فيمن آذاني في أهلي كما بينه في هذا الحديث ومعنى من يعذرني من يقوم بعذري ان كافأته على قبيح فعاله ولا يلومني وقيل معناه من ينصرني والعذير الناصر قولها (فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه) قال القاضي عياض هذا مشكل لم يتكلم فيه أحد وهو قولها فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه وكانت هذه القصة في غزوة المريسيع وهي غزوة بنى المصطلق سنة ست فيما ذكره ابن إسحاق ومعلوم أن سعد بن معاذ مات في اثر غزاة الخندق من الرمية التي أصابته وذلك سنة أربع باجماع أصحب السير الا شيئا قاله الواقدي
(١٠٩)