باب سعة رحمة الله تعالى وأنها تغلب غضبه قوله تعالى (ان رحمتي تغلب غضبى) وفى رواية سبقت رحمتي غضبى قال العلماء غضب الله تعالى ورضاه يرجعان تالي معنى الإرادة فإرادته الإثابة للمطيع ومنفعة العبد تسمى رضا ورحمة وارادته عقاب العاصي وخذلانه تسمى غضبا وارادته سبحانه وتعالى صفة له قديمة يريد بها جميع المرادات قالوا والمراد بالسبق والغلبة هنا كثرة الرحمة وشمولها كما يقال غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثرا منه قوله صلى الله عليه وسلم (جعل الله الرحمة مائة جزء إلى آخره) هذه الأحاديث من أحاديث الرجاء والبشارة للمسلمين قال العلماء لأنه إذا حصل للانسان من رحمة واحدة في هذه الدار المبنية على الأكدار الاسلام والقرآن والصلاة والرحمة في قلبه وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به فكيف الظن بمائة
(٦٨)