اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنبا بالنسبة إلى عظيم منزلته وان كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الاعمال فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك وقيل يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى " السكينة عليهم " ويكون استغفاره اظهار العبودية والافتقار وملازمة الخشوع وشكرا لما أولاه وقد قال المحاشى خوف الأنبياء والملائكة خوف اعظام وإن كانوا آمنين عذاب الله تعالى وقيل يحتمل أن هذا الغين حال خشية واعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا كما سبق وقيل هو شئ يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس فهوشها والله أعلم باب التوبة قوله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس توبوا إلى الله فانى أتوب في اليوم مائة مرة هذا الأمر بالتوبة موافق لقوله تعالى " إلى الله جميعا أيها المؤمنون " وقوله تعالى " أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله
(٢٤)