شرح مسلم - النووي - ج ١٣ - الصفحة ٨٦
أنهم تزودوا منه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم حين رجعوا هل معكم من لحمه شئ فتطعمونا قال فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله معنى الحديث أن أبا عبيدة رضي الله عنه قال أولا باجتهاده ان هذا ميتة والميتة حرام فلا يحل لكم أكلها ثم تغير اجتهاده فقال بل هو حلال لكم وإن كان ميتة لأنكم في سبيل الله وقد اضطررتم وقد أباح الله تعالى الميتة لمن كان مضطرا غير باغ ولا عاد فكلوا فأكلوا منه وأما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من لحمه وأكله ذلك فإنما أراد به المبالغة في تطيب نفوسهم في حله وأن لا شك في اباحته وأنه يرتضيه لنفسه أو أنه قصد التبرك به لكونه طعمة من الله تعالى خارقة للعادة أكرمهم الله بها وفى هذا دليل على أنه لا بأس بسؤال الانسان من مال صاحبه ومتاعه إدلالا عليه وليس هو من السؤال المنهى عنه إنما ذلك في حق الأجانب للتمول ونحو وأما هذه فللمؤانسة والملاطفة والادلال وفيه جواز الاجتهاد في الأحكام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما يجوز بعده وفيه أنه يستحب للمفتي أن يتعاطى بعض المباحات التي يشك فيها المستفتى إذا لم يكن فيه مشقة على المفتى وكان فيه طمأنينة للمستفتي وفيه إباحة ميتات البحر كلها سواء في ذلك ما مات بنفسه أو باصطياد وقد أجمع المسلمون على إباحة السمك قال أصحابنا يحرم الضفدع للحديث في النهى عن قتلها قالوا وفيما سوى ذلك ثلاثة أوجه أصح يحل جميعه لهذا الحديث والثاني لا يحل والثالث يحل ما له نظير مأكول في البر دون ما لا يؤكل نظيره فعلى هذا تؤكل خيل البحر وغنمه وظباؤه دون كلبه وخنزيره وحماره قال أصحابنا والحمار وإن كان في البر مأكول وغيره ولكن الغالب غير المأكول هذا تفصيل مذهبنا وممن قال بإباحة جميع حيوانات البحر إلا الضفدع أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وابن عباس رضي الله عنهم وأباح مالك الضفدع والجميع وقال أبو حنيفة لا يحل غير السمك وأما السمك الطافئ وهو الذي يموت في البحر بلا سبب فمذهبنا أباحته وبه قال جماهير العلماء من الصحابة فمن بعدهم منهم أبو بكر الصديق وأبو أيوب وعطاء مكحول والنخعي ومالك وأحمد وأبو ثور وداود وغيرهم وقال جابر بن عبد الله وجابر بن زيد وطاوس وأبو حنيفة لا يحل دليلنا قوله تعالى لكم صيد البحر وطعامه ابن عباس والجمهور صيده ما صدتموه وطعامه ما قذفه وبحديث جابر هذا وبحديث هو الطهور ماؤه الحل ميتته وهو حديث صحيح وبأشياء مشهورة غير ما ذكرنا وأما الحديث المروى عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ألقاه البحر وجزر عنه فكلوه وما مات فيه فطفا فلا
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 استحباب مبايعة الامام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة 2
2 المبايعة بعد فتح مكة على الاسلام والجهاد والخير وبيان معني لا هجرة بعد الفتح 7
3 كيفية بيعة النساء 10
4 بيان سن البلوغ 12
5 النهي أن يسافر بالمصحف إلى ارض الكفار 13
6 المسابقة بين الخيل وتضميرها 14
7 فضيلة الخيل وأن الخير معقود بنواصيها 16
8 ما يكره من صفات الخيل 18
9 فضل الجهاد والخروج في سبيل الله 19
10 فضل الشهادة في سبيل الله تعالى 23
11 فضل الغدوة والروحة في سبيل الله تعالى 26
12 بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد 28
13 من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين 29
14 بيان أن أرواح الشهداء في الجنة 30
15 فضل الجهاد والرباط 33
16 بيان الرجلين يقتل أحدهما الاخر يدخلان الجنة 36
17 من قتل كافرا ثم سدد 37
18 فضل الصدقة في سبيل الله تعالى 38
19 فضل إعانة الغازي في سبيل الله تعالى 38
20 حرمة نساء المجاهدين واثم من خانهم فيهن 41
21 سقوط فرض الجهاد عن المعذورين 42
22 ثبوت الجنة للشهيد 43
23 من قال لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 49
24 من قاتل للرياء والسمعة فهو في النار 50
25 قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم 51
26 قوله صلى الله عليه وسلم انما الأعمال بالنية 53
27 استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى 55
28 ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو 56
29 فضل الغزو وفي البحر 57
30 فضل الرباط في سبيل الله عز وجل 61
31 بيان الشهداء 62
32 فضل الرمي والحث عليه 64
33 قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم 65
34 مراعاة مصلحة الدواب في السير 68
35 السفر قطعة من العذاب 70
36 كراهة الدخول على الأهل ليلا لمن قدم من سفر 70
37 كتاب الصيد والذبائح 73
38 الصيد بالكلاب المعلمة 73
39 تحريم أكل كل ذي ناب من الساع وكل ذي مخلب من الطير 82
40 إباحة ميتات البحر 84
41 تحريم أكل لحم الحمر الانسية 90
42 إباحة أكل لحم الخيل 95
43 إباحة أكل الضب 97
44 إباحة أكل الجراد 103
45 إباحة أكل الأرنب 104
46 إباحة ما يستعان به على الاصطياد والعدو وكراهة الخذف 105
47 الامر باحسان الذبح وتحديد الشفرة 106
48 النهي عن صبر البهائم 107
49 كتاب الأضاحي 109
50 وقت الأضاحي 109
51 سن الأضحية 117
52 استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل والتسمية والتكبير 119
53 جواز الذبح بكل ما أنهر الدم 122
54 النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث ونسخه 128
55 باب الفرع والعتيرة 135
56 تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله 141
57 كتاب الأشربة 143
58 تعريف الخمر 143
59 تحريم تحليل الخمر 152
60 تحريم التداوي بالخمر 152
61 بيان أن جميع ما ينبذ من التمر والعنب يسمى خمرا 153
62 كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين 154
63 النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير وبيان أنه منسوخ 158
64 بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام 169
65 عقوبة من شرب الخمر 173
66 إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا 173
67 جواز شرب اللبن 179
68 استحباب تغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الأبواب واطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب 182
69 آداب الطعام والشراب وأحكامهما 187
70 باب في الشرب قائما 194
71 كراهة التنفس في الاناء 198
72 استحباب لعق الأصابع والقصعة وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من الأذى وأن السنة الاكل بثلاثة أصابع 203
73 ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام 208
74 جواز أكل المرق واستحباب أكل اليقطين 223
75 استحباب وضع النوى خارج التمر واستحباب دعاء الضيف لأهل الطعام 225
76 أكل القثاء بالرطب 227
77 استحباب تواضع الآكل وصفة قعوده 227
78 نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين 228
79 ادخار التمر ونحوه للعيال 230